0000 (GMT+04:00) - 09/10/08
آمال ومخاوف عشية تجربة "الانفجار العظيم"
علماء يفحصون مكونات المختبر استعدادا للتجربة الأولى التي سيقومون بها الأربعاء
(CNN)-- على عمق مائة متر تحت المنطقة الحدودية الفرنسية السويسرية، يقع مختبر فريد من نوعه يعمل فيه آلاف العلماء على حل بعض ألغاز الكون من خلال إعادة إحداث الانفجار العظيم، النظرية العلمية التي تتحدث عن بداية تكون عالمنا الفسيح.
في تلك المنطقة، يبدأ علماء الأربعاء، إعادة "اكتشاف الكون" على مستوى لم يتوصل إليه العقل البشري من قبل.
ومختبر "لارج هاردون كولايدر" سينظر في كيفية تشكّل الكون من خلال تحليل عمليات تحطيم للجزيئات والذرة،
وهو ما أثار المخاوف لدى البعض من كون ذلك سيجعل الأرض على كفّ عفريت من خلال تعريضها إلى خطر
الزوال، وهو ما ينفيه العلماء.
ورغم ذلك، لم يقتنع البعض بردّ العلماء فأطلقوا قضايا في المحاكم ضدّ المشاركين في المشروع في كل من الولايات المتحدة وأوروبا.
ويقول العلماء إنّ المختبر جاهز للقيام بمحاولة تحريك شعاع من البروتونات على طول النفق الذي يبلغ 17 ميلا.
ويعدّ ذلك خطوة مهمة من أجل التأكد مما إذا كانت التجربة ستوفر معلومات جديدة حول الكيفية التي يعمل بها الكون.
ويقول أحد المشرفين على أحد فرق العمل الستة ويدعى بوب كوزينس "لقد انتزرنا عقدا كاملا من الزمان حتى نرى
هذا اليوم ولكن الأهم هو اللحظات التي تلي التجربة مباشرة."
وتكلف المشروع نحو 10 مليارات دولار تمّ إنفاقها في بنائه وتجهيزه بمستشعرات الجزيئات والحواسيب.
وفي الشهور الموالية، من المتوقع أن يقوم المختبر بعمله اليومي المتمثل في تحطيم الجزيئات ببعضها البعض بإرسال
شعاعين من البروتونات في محيط النفق في اتجاهين معاكسين.
روابط ذات علاقة
ولاحقا سيعمل بطاقة أكبر وبكثافة أكبر العام المقبل بحيث ربما سيكون بإمكانه توفير معلومات كافية لتحقيق اكتشاف علمي في غضون 2009.
كما من المحتمل أن يثبت العمل صحة وجود أبعاد خارقة وكذلك جزيئات نظيرة يطلق عليها "هيغس بوسون" لم يتمّ العثور عليها مطلقا ولكنها
كفيلة بتفسير لماذا لكل طاقة كتلة.
ويعمل المختبر بواسطة أربع غرف تعمل على اكتشاف أسرار الطبيعة والانفجاتر العظيم وهو الانفجار الهائل الذي وقع قبل 12 مليار أو 15 مليار سنة،
ويعتقد أنه مصدر تكون عالمنا الذي نعيش فيه.
وسيعيد المختبر إنتاج نفس ظروف الانفجار العظيم حيث يقول أحد العاملين إنّه سيعيد إنتاج نفس ظروف جزء من المليون من الثانية التي
أعقبت الانفجار العظيم، حيث تكوّنت "شوربة" من الجزيئات الصغيرة جدا والتي تدعى "كواركس" و"غلويونس" بحيث من الممكن فهم كيف تشكّل الكون.
وينبّه عاملون في المشروع وعلماء آخرون من كونه من المحتمل أن يسفر المشروع عن مفاجآت من شأنها أن تكون معاكسة تماما لكلّ النظريات التي قام عليها العلم حتى الآن.
ويقول أحد المسؤولين عن المشروع يدعى هوارد غوردون إنّ التجربة ستسمح لنا بفهم العالم الذي نعيش فيه "إنه أمر مهمّ لمجرد معرفة من نحن وماذا نحن؟"
وقام "سيرن"، وهو الاسم المختصر للمختبر حتى الآن بجعل أيونات الرصاص ترتطم ببعضها مولدة لبرهة درجات حرارة تفوق بمائة الف مرة درجات الحرارة
المولدة في قلب الشمس، وطاقة أكثف بمقدار عشرين مرة من المادة العادية.
ويقول إيف شوتز، الفيزيائي لدى سيرن والمتحدث باسمه "سنبدأ في إحداث انفجارات "عظيمة" صغيرة ، نريد أن نتمكن من تقديم تفسير مقنع حول أصل الكون وأصل المادة."
ومؤخرا عبّر البعض عن مخاوفه من أن تخلّف التجربة ما يطلق عليه العلماء "الحفر السوداء" من أثر الإشعاعات، حتى أنّ عددا منهم تكهّن بزوال الأرض بسبب المختبر.
ورغم أنّ العلماء يعترفون بأنّه من المحتمل أن ينتج عن عمل المختبر، نظريا، حفرال سوداء صغيرة، إلا أنّهم لا يرون أي تهديد أو خطر.
وقال خمسة علماء يعملون في المختبر لـCNN إنّه لن يكون هناك أي خطر لوجود حفر سوداء حيث أنّ قوة الجاذبية ضعيفة جدا لدرجة "أنه يتعين انتظار العديد، العديد، العديد، العديد،
والعديد من حيوات الكون قبل أن تكبر مثل هذه الأمور لتكون قريبة من أن تصبح مشكلا."
منقوووووووووووووووووووووووووووول