]غلاف الكتاب
-اسم الكتاب:الخيميائي "O Alquimista"
-المؤلف: باولو كويلو، ترجمة: جواد صيداوي
-عدد الصفحات: 189
-الطبعة:الأولى 2001
-الناشر: دار المطبوعات للنشر والتوزيع، بيروت
في مقدمة الترجمة العربية يبدو كويلو متأثرا بالصوفية الإسلامية ومعجبا بها باعتبارها منهج علم وحياة وفلسفة ويستشهد بالصوفي الذي يدين فيما تعلمه لثلاثة هم لص وطفل وكلب.
أما اللص فقد وجد الصوفي في الشارع بعد عودته من الصحراء في منتصف الليل وكان قد أودع مفتاح بيته عند الجيران ولم يشأ أن يوقظهم في الليل ففتح له اللص الباب فاستضافه الصوفي في بيته شهرا وكان يخرج كل ليلة إلى عمله وكان في كثير من الأيام لا يغنم شيئا ولكنه كان رجلا سعيدا راضيا لا ييأس ويقول دائما لم أوفق بشيء هذا المساء ولكني سأحاول غدا.
”
الرواية مستمدة من التراث العربي، وتستلهم الفلسفة العربية الإسلامية في البحث عن السعادة والمغامرة والتفاعل مع الحياة والكون وفهم الناموس العام الذي ينظم ويدير الكائنات والمجرات من أصغرها إلى أعظمها في منظومة موحدة
”
وأما الطفل فكان معتكفا في المسجد في الليل وقد أشعل شمعة وخشي المتصوف أن يشعل الطفل النار فقال له: لم تكن هذه الشمعة مشتعلة فقل لي من أين أتيت بالنار؟ فأطفأ الولد الشمعة وقال: فأخبرني ياسيدي أين ذهبت النار؟
وأما الكلب فقد جاء إلى النهر ليشرب فشاهد في الماء كلبا آخر (الصورة) فتراجع وجعل ينبح ثم تقدم مرة أخرى للماء بحذر وبطء ولكنه وجد الكلب المنافس مرة أخرى، وفي النهاية ألقى الكلب بنفسه في الماء متحديا الكلب (الصورة) واختفى غريمه وشرب.
ويقول كويلو إن الثقافة العربية كانت ترافقه معظم أيام حياته تبين له أمورا لم يستطع العالم الذي يعيش فيه أن يفقه معناها.
وفي مقدمته للرواية يورد أسطورة نرسيس الذي تنتسب إليه زهرة النرجس، فقد كان نرسيس يذهب إلى البحيرة كل يوم ليتأمل جمال وجهه، وكان مفتونا بصورته إلى درجة أنه سقط في البحيرة وغرق وفي المكان الذي سقط فيه نبتت زهرة سميت نرسيس (نرجس) وعندما جاءت ربات الغابة إلى البحيرة وجدنها تحولت إلى دموع، ولم يدهشهن هذا فلابد أن البحيرة حزنت كثيرا على نرسيس الجميل الذي كان يأتي إليها كل يوم، ولكن البحيرة قالت إنها لم تلاحظ أبدا أن نرسيس جميل لأنها كانت دائما مشغولة عندما ينحني على ضفافها بتأمل نفسها في عينيه فلا ترى إلا جمالها الخاص.
تدور الرواية حول فتى أندلسي "سانتياغو" تعلم في المدرسة وأحب له والده أن يعمل كاهنا، ولكنه اختار أن يرعى الغنم اعتقادا منه أن ذلك يجعله يسافر ويتحرك في الأرض ويتعلم أكثر ويعرف أناسا وأصدقاء جددا، وكان يقضي وقته أثناء الرعي في قراءة الكتب، كان يلجأ إلى كنيسة مهجورة نبتت فيها شجرة جميز فيترك الغنم ترعى هناك أو يؤويها إلى مبنى الكنيسة ويجلس تحت شجرة الجميز يقرأ أوينام أويتأمل ويناجي نفسه والكون، ويذهب أحيانا إلى مدينة طريف ليبيع بعض أغنامه أو أصوافها، وفي المدينة تعرف على ابنة التاجر الذي كان يبيعه الصوف وتحدثا سويا، وشعر برغبة كبيرة في البقاء في المدينة ليظل قريبا من الفتاة.
لكل إنسان أسطورته
يرى الفتى في المنام حلما تكرر مرتين جعله يهتم بتفسيره، فقد رأى نفسه مع نعاجه حين جاء إليه طفل وأمسك بيده وأخذه إلى أهرامات مصر وأراه مكانا محددا في الأهرام، وقال له ستجد هناك كنزا، فذهب إلى عجوز غجرية في المدينة وحدثها عن حلمه لتفسره، قالت له العجوز إن الأحلام هي لغة الرب فإذا كانت بلغة الناس استطعت تفسيرها ولكن إذا كانت بلغة روحك فلا أحد سواك يستطيع تفسيره، وقالت له إن حلمك يصعب تفسيره، يجب أن تذهب كما طلب منك الطفل ولن آخذ منك الآن مقابل تفسير الحلم ولكن إذا وجدت الكنز أريد أن تدفع لي عشره، وطلبت منه أن يقسم على ذلك.
وفي المدينة يلتقي سانتياغو برجل عربي عجوز قال له إن اسمه ملكي صادق، ووجد أن هذا الرجل يعرف حلمه ويعرف كثيرا من أسراره وخصوصياته التي لا يعرفها أحد سواه، وطلب منه أن يعطيه عشر قطيعه من الأغنام مقابل أن يعلمه كيف يبلغ مكان الكنز المخبوء، ويبيع الفتى سانتياغو خرافه ويعطي الشيخ ما طلبه، ولكنه لم يقدم له مقابل ذلك سوى نصيحة عامة "يجب أن تقرأ الإشارات التي تساعدك على معرفة طريقك" وانتزع من صدرية ذهبية معلقة في رقبته حجرين كريمين يدعى أحدهما أوريم والآخر توميم وقال له يمكن أن تسألهما إذا احتجت وحاول أن تتخذ قراراتك بنفسك، لقد أعطيتني ستة خراف لأني أخبرتك عن أشياء تعرفها ولكني ساعدتك على اتخاذ قرار.
اتبع حلمك
سافر سانتياغو إلى طنجة وتعرض هناك للسرقة وصار في المدينة غريبا لا يملك شيئا، وعرض على صاحب محل لبيع أدوات زجاجية أن ينظف له متجره مقابل طعامه فقال له التاجر: لن تحتاج لذلك حتى تأكل فيجب علينا أن نطعم الغريب والجائع دون مقابل، ولكنه يوافق على تشغيله في المحل مقابل عمولة، ويعمل الفتى ويكسب في عام واحد ما يكفي لشراء قطيع من الغنم يفوق قطيعه الأول بمقدار الضعف، ويفكر في العودة إلى الأندلس ليفتح دكانا في طريف ويتزوج ابنة التاجر التي أحبها، ولكنه يلتقي رجلا انجليزيا سافر منذ عشر سنوات ليتعلم الكيمياء ويريد أن يسافر إلى مصر ليقابل كيميائيا عربيا يقيم في واحة الفيوم استطاع أن يحضر إكسير الحياة الذي يطيل العمر ويحمي من المرض وأن يكتشف حجر الفلاسفة الذي يحول المعادن إلى ذهب، وأقنع سانتياغو بمرافقته إلى مصر لعله يجد كنزه، واشتريا جملين لينضما إلى قافلة كبيرة متجهة إلى مصر.
تعبر القافلة الصحراء ويتعلم سانتياغو أشياء كثيرة، ويتعرف في الليالي عندما يستريح الرجال ويتحلقون حول النار على أشخاص حكماء وشجعان، وتتوطد علاقته بالإنجليزي وإن لم يحب كتبه التي كان يطيل تأملها، وتتحدث عن الزئبق والأملاح.
مكث سانتياغو في واحة الفيوم فترة طويلة بسبب حروب طاحنة تدور في المنطقة بين القبائل جعلت طريق القوافل خطرة ومستحيلة، ولأنه يتقن اللغة العربية فقد استعان به الإنجليزي للبحث عن الكيميائي المقيم في الواحة وفي أثناء البحث تعرف على فتاة اسمها فاطمة وأحبها وقرر أن يبقى في الواحة ليعيش معها.
”
يبدو كويلو متأثرا بالصوفية الإسلامية ومعجبا بها باعتبارها منهج علم وحياة وفلسفة ويستشهد بالصوفي الذي يدين فيما تعلمه لثلاثة هم لص وطفل وكلب
”
روح الكون
تدل الإشارات سانتياغو على أن المحاربين سيهاجمون الواحة ويذهب إلى زعيم الواحة ويخبره برؤياه، ويتشاور زعماء الواحة طويلا، وأخيرا يتحدث إليه الزعيم قائلا إنهم يصدقونه لأنه قبل ألفي عام جاء إلى مصر فتى مثلك اسمه يوسف استطاع بتفسيره لحلم الملك أن ينقذ مصر من المجاعة، وبالفعل يهاجم خمسمائة محارب الواحة ولكن أهلها الذين كان من بينهم ألفا فارس محارب كانوا مستعدين لهم فأوقعوهم في كمين وقتلوهم جميعا، وكافأ الزعيم سانتياغو بخمسين قطعة ذهبية وبتعيينه مستشارا.
ويأتي الكيميائي إلى سانتياغو ويتعارفان ويتحدثان طويلا وينصحه بالسفر إلى الأهرام ويتبع حلمه، ولكن الفتى كان يفضل البقاء في الفيوم والزواج من فاطمة والعمل مع الزعيم، فيقول له الكيميائي: إذا لم تتبع حلمك فسوف تفقد أسرارك ولن تظل مستشارا، وتصبح مجرد تاجر في الواحة، ويعتذر سانتياغو بالحرب الدائرة، فيبدي الكيميائي استعداده لمرافقته ومساعدته في الوصول فهو يعرف كما أخبره طرق الصحراء.
ويعترضهم في الطريق محاربون أشداء ملثمون، ويفتشونهما ويجدان مع سانتياغو كمية من الذهب ومع الكيميائي زجاجة تحتوي على سائل أصفر وقطعة زجاجية كأنها بيضة فيسألون الكيميائي فيجيبهما: هذا السائل هو إكسير الحياة الذي يطيل العمر ويحمي من المرض وهذا حجر الفلاسفة الذي يحول المعادن إلى ذهب، فيضحك الرجال كثيرا ويضحك معهم سانتياغو والكيميائي ثم يخلون سبيلهما، فيسأل سانتياغو رفيقه: كيف تخبرهما عن هذا السر العظيم؟ فقال له: لكي أريك قانونا بسيطا من قوانين الكون: عندما نجد أعظم كنوز الدنيا فقد لانتبينها لأننا لا نؤمن بوجودها.
وتعترضهما مجموعة أخرى من المقاتلين وتلاحظ أنهما مرا بمعسكر أعدائهما دون أن يعترضوهما فيقررون أنهما جاسوسان للأعداء، ويقررون قتلهما، ولكن الكيميائي يقنعهم بإطلاق سراحهما مقابل الذهب الذي يحمله سانتياغو وبعد أن يريهما قدرة الفتى الخارقة على التحول إلى رياح عاصفة، ثم يصلان إلى الجيزة وينزلان عند راهب قبطي، وهناك يستريحان ويحول الكيميائي كمية من الرصاص إلى ذهب، وضع الرصاص في قدر وسخنه على النار طويلا ثم مزجه بجزء من حجر الفلاسفة لا يزيد على شعرة وتحول الرصاص إلى ذهب وتركه يبرد ثم قسمه إلى أربعة أجزاء أعطى الأول للراهب والثاني لسانتياغو وأخذ الجزء الثالث وأودع الرابع لدى الراهب ليعطيه إلى سانتياغو إذا احتاج إليه.
ويمضى سانتياغو إلى الأهرام وتبهره بعظمتها وتناسقها، ويتبع الإشارات حتى يهتدي إلى المكان الذي يجب أن يحفر فيه، ويمضى الليل طوله يحفر، وفي الصباح يمر به فرسان ملثمون فيفتشونه ويسألوه ماذا تخبئ ويقتادونه إلى خيمة القائد، ويحدثه بقصته، فيضحك الفارس طويلا، ويقول له هل جئت من إسبانيا وأمضيت سنة تعمل، وسرت في الصحراء من المغرب إلى مصر وتعرضت للسلب مرتين، وكدت تقتل مرات عدة من أجل حلم، لقد حلمت مرتين أن ثمة كنزا في كنيسة مهجورة في قرية إسبانية مدفون تحت شجرة جميز نبتت في أرض الكنيسة يأوي إليها رعاة الغنم لكني لم أتبع حلمي، فلست غبيا إلى هذا الحد لكي أجتاز الصحراء الهائلة لأجل حلم رأيته مرتين، وتركه الفارس وانصرف، وفهم الفتى سانتياغو الإشارة، وعرف أن الملك العجوز والكيميائي والفارس الملثم هم شخص واحد، وأنه ترك له الذهب عند الراهب ليعود إلى إسبانيا، وضحك الراهب عندما رآه يعود من جديد وسأل أما كان يمكنك أن تجنبني ذلك كله، وسمع الريح تجيبه: ولكن لو أخبرتك لما شاهدت الأهرام.
ورجع إلى قريته واستخرج الكنز، كان صندوقا مليئا بقطع ذهبية قديمة وأحجار كريمة وأقنعة ذهبية وتماثيل مرصعة بالماس ومخلفات غزو نسيته البلاد منذ زمن بعيد، لقد وجده في قريته تحت شجرة الجميز كما أخبره الفارس، وهبت ريح شرقية قادمة من أفريقيا لا تحمل رائحة الصحراء ولا التهديد بالغزو، ولكن تحمل أرج عطر يذكره جيدا حين ودع فاطمة في منتصف الليل قبل أن يسافر مغادرا، فابتسم وقال: ها أنذا يا فاطمة، إنني قادم.
لتحميل الرواية 7
7
http://www.mediafire.com/?qd2tnmymjdg