تحية طيبة وسلاما زكيا عبقا برائحة الوطن الحبيب...
- أحبتي بالأمس خرجت من مدرجات ستاد الشرطة وأنا أقبض في يدي هدفين جميلين،،، هدية جميلة من منتخب جميل ، لطالما قلت إن هذا المنتخب جميل ، شعرت بالفرحة الغامرة،شعرت بالنشوة تسبح بي بعيدا حيث الذكريات تتصادم وتتقاطع في لحظات معينة ، نسيت كل الغضب الذي سببه لي عدم نقل المباراة ،بل نسيت الإعياء الذي كاد أن يدمرني في الطريق وانا ذاهب لمشاهدة منتخب الوطن الحبيب ، نسيت كل شيئ لمجرد ما قبضت في يدي هدفي المبارة ،،، لم تسعفني تلك الفرحة على التفكير في شيئ محدد غيرها ، حيث الاحتفال هو لحظات النسيان لما هو قادم ،، عموما لن اطيل في وصف احتفاليتي المبسطة لأن ما هو قادم أكثر من مجرد نشوة قد تكون خادعة ،،، وهنا أحبتي أقف قليلا حيث يجب ان نتزود ببعض الحذر ، وهنا فقط سأسوق لكم بعض النقاط والتي أتمنى ان ينظر لها بعيدا عن حالة النشوة العابرة، بل غاية ما أرجوه منكم ان تتفضلوا بتوجيه الموضوع بالطريقة السليمة التي تساهم في بلورته بالطريقة المثلى التي تخدم المنتخب وأحبائه:
- لست أدري إن كان أوزبكستان اختيارا موفقا، نعم هو منتخب صاعد للتصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم، وتصنيفه55 عالميا ، ويعتبر من المنتخبات القوية في القارة ،، ولكنني ما زلت أرى بأنه ليس هو الاختيار الأمثل ، لأنه منتخب بطيئ ،وممل ، ليس لديه تكتيكات هجومية تشعرك بقيمة الدفاع لديك، وطوال 90 دقيقة لم أشاهد له هجمة ذات قيمة وتستحق الذكر، وكل محاولاته هي أخطاء في التمرير لدى لاعبينا ،أو كرات ثابتة، بل حتى النواحي البدنية لديهم سيئة، بدليل الشد العضلي الذي كانوا يقعون فيه وخاصة في الشوط الثاني، وكل هذا يجعلني أعتقد بأنه ليس هو الاختيار الجيد والأمثل.
- كنا نمني النفس بمنتخب لديه زخم هجومي أكثر، لأن لدي أسلوب جديد في تموضع اللاعبين وبالتالي علي أن أشاهد كيف يتصرفون في مواقفهم الدفاعية المختلفة، ولكني تفاجأت بمنتخب يدافع بخمسة لاعبين ثابتين طوال المباراة، بل بتمركز دفاعي للفريق بكامله طوال المباراة ، كانوا يغلقون العمق فلا حديد بيده حيلة ولا كانو قادر أيضا ، بل حتى الأطراف أغلقوها بشكل مبالغ فيه فلم نشاهد لا العجمي ولا محمد مبارك ، مع التزام مظفر والشيبة بجوانبهم الدفاعية فبالتالي لم نشاهد لاعبينا تحت الضغط وهذا الذي يجب أن يكون على الأقل في بعض الفترات حتى أطمئن كمشاهد ومحب للاحمر.
-في المرات القليلة الذي كان فيها المنتخب الأوزبكي في حالة بناء هجوم ، حدثت أخطاء عديدة من بعض اللاعبين وأخص منهم الشيبة الذي ارتكب خطأين من وجهة نظري لو كان هناك لاعبون أكثر سرعة لاستفادوا منها ، وهنا أؤكد إن المنتخب لم يتعرض لهجوم ضاغط مطلقا بل كلها محاولات بعضها من كرات ثابتة،، حتى خطر لي للحظة إن إشكالية خط الدفاع مازالت قائمة لو تعرضنا لفريق أكثر قدرة على الهجوم الضاغط ،بل حتى الكرات المعكوسة من الضربات الركنية ما زال الحبسي يعاني منها، ومن إحدى هذه الكرات شممنا بعض الخطورة للأوزبك ،،، وربما ما أراحنا كثيرا جهة اليسار وأقصد المظفر من حيث وقوفه في وجه العديد من المحاولات لأن تلك الجهة كانت الأكثر حركية للمنتخب الأوزبكي ولكن بوجوده وتمركزه السليم منع كل تلك المحاولات ولذلك أبقاه لوروا حتى نهاية المباراة وهذا تصرف ينم عن فطنة كبيرة رغم الخيارات القليلة عموما في تلك الجهة.
- لا أدري إن كنتم توافقوني الرأي حول الأطراف المهاجمة والتي كان في البداية محمد مبارك واسماعيل ، ثم استبدل محمد بفوزي ، واسماعيل بسلطان ،، ما أريد قوله إن لاعبينا لم يعوا بعد أهمية تفعيل الأطراف والتي تعتمد عليها طريقة 4-4-2 اعتمادا كبيرا، وسبق أن تحدثنا جميعا حول هذه النقطة في مواضيع تم طرحها سابقا، وقد يقول احدكم إن الانتشار العريض للمنتخب الأوزبكي منع لاعبينا من الاختراق عن طريق الأطراف ولكن عفوا هذا ليس عذرا مطلقا وعلينا أن نتبه لهذه النقطة ، ويجب في المقابل أن ننتبه أيضا إن البدلاء كلهم أعطوا زخما هجوميا ممتازا للمنتخب ولكن لا أدري هل انخفاض اللياقة البدنية للأوزبك هي السبب أم الوعي التكتيكي للبدلاء ومهاراتهم هي السبب، خاصة مع علمنا إن فوزي لعب مع الغرافة موسما كاملا في هذا المركز وأجاد فيه.
- البدلاء: أعتقد إن البدلاء كان لهم دورا إيجابيا جميعا على مستوى الزخم الهجومي، وإذا أردنا أن نفصل أكثر يكفينا القول إن فوزي سجل الهدف الأول ، وإن جمعة درويش صنع الهدف الثاني وكلهم بدلاء ،، أما سعد فبرز هجوميا بشكل جيد ، وهاشم كان مزعجا جدا، وسلطان كان يتحرك بشكل جيد ولكن عليه أن يغير طريقة حركة جسمه أثناء عكس الكرات حتى تكون دقيقة وسليمة،،، ولا يمكن ان نحكم على الشون(في هذه المباراة طبعا) لأنه لم يختبر بشكل جاد ، وكذلك لا يمكن ان نحكم على النواحي الدفاعية لسعد سهيل لذات السبب.
-أفضل ما في المباراة: أحمد كانو برز بشكل رائع ، حقيقة وجوده في مركز المحور أعطى قيمة وطمأنينة كبيرة للدفاع ، بل حتى أفسد كل المحاولات الأوزبكية ، وتدخلاته كانت معظمها على الكرة وبطريقة فنية ممتازة،، حقيقة ربما لم يبذل أحد في الملعب كما بذل أحمد كانو، ولم يغامر لوروا باستبداله لأنه كان ممتازا في كل شيئ، كان يقطع الكرة ويبدأ الهجمة بشكل مثالي ، لو كان حديد في الشوط الأول في يومه لصنعوا لمحات فنية رائعة،، ولكن خيرها فغيرها، وسيظل كانوا أفضل ارتكاز لدينا وعلينا أن نرفع له القبعات إجلالا لمجهوده الكبير والوافر،،، أما الآخر فهو عماد : والذي لو لم يسجل غير ذاك الهدف لكفاه ،،الذي لم يحضر المباراة لا يشعر بروعة الهدف ،، شخصيا لم أشاهد عماد بهذا التوهج من فترة ،، حتى إذا انقطعت عنه الكرة يجري إلى الدفاع لاستخلاصها وبدون ملل ولا كلل،،، فله أيضا نرفع القبعات احتراما لمجهوده الوافر.
-طريقة اللعب : اعتقد مع المحترفين بدت رائعة جدا،، نحتاج فقط إلى فرق لها توجه هجومي لنختبر أنفسنا دفاعيا أكثر ،، أما عن الشق الهجومي فلا خوف عليه إن شاء الله مع بعض التعديلات الطفيفة وكما قلنا يجب ان يكون التشكيلة الأساسية للأفضل فقط ويجب ألا نلتفت إلا لمن يقدم مجهودا اوفر في الملعب.... وفي الأخير هناك نقطة عتاب بسيطة للجمهور الذي حضر: اعتقد أيها الأحبة إن اللاعب يحتاج إلى أن يشعر بأن الجمهور هو سنده الدائم، شخصيا لما أنظر إلى الجمهور اعتقد وكأنه يشاهد فلم رعب أمامه وليس مباراة كرة قدم ،، تجدهم متسمرين صامتين في كراسيهم وبدون تفاعل حتى لما يستبدل أحد اللاعبين يلوح المسكين بيديه لتحية الجماهير ولا أحد يرد إلا من عدد قليل ،، والتشجيع معدوم باستثناء من الرابطة التي لا تكل ولا تمل والله يعطيهم العافية ،، فأرجوكم أرجوكم عندما نحضر المباريات يجب ان نكون داعما وسندا للاعبين وليس مجرد حضور ،،، يجب أن يشعر اللاعب بالحب والود حتى يعطي أكثر ،،،، منحكم الله الصحة والعافية ،وأرجوكم لا تبخلوا علي وعلى الموضوع بالتصويب والتعديل والنصح ، وأعلم إنني قد أخطئ كثيرا وأصيب قليلا ،ولكم مني عاطر الود سلفا، والدعاء لكم بالمغفرة والأجر قبلا وبعدا،،،، طاب مساؤكم.